عدد الرسائل : 431 العمر : 42 Localisation : العراق / بابل تاريخ التسجيل : 20/01/2007
موضوع: زواج مثليات ودعاره في سجون العراق 2/11/2007, 5:36 pm
دنيا الوطن- محمد العرب خلف قضبان السجون ، هنالك دوما ظالم ومظلوم ، هنالك دوما قاتل وقتيل ، هنالك دوما مجني ومجني عليه ، وهنالك دوما قصص مألوفة وقصص لا تشبه القصص ، خلف قضبان السجون تسكن دوما حقيقة مخضبة بدماء القانون ، لان القانون في العراق لا يحمي المغفلين والسذج والبسطاء ...
سجون ممنوعة
لا اعرف لماذا توضع العراقيل في وجه من يروم زيارة سجن النساء في بغداد ،ولا اعرف لماذا يطلب من الصحفي الذي ينوي إجراء تحقيق صحفي عن ذلك السجن ألف تعهد وتعهد وألف مطلب ومطلب ؟؟ لكي يبدوا عاجزا أمام تلك التعهدات والمطالب وبذلك يكون للسادة المسؤولين الحق كل الحق في رفض طلبه ثم ما الفائدة من أن يعطي الصحفي تعهدات قانونية بالسماح لمقص الرقيب أن يعيث تقطيعا وتمزيقا بالحقائق التي يحصل عليها ، لمصلحة من تخرج الحقيقة معاقة إلى الناس هل من مجيب ؟ .. كل محاولاتي الجادة والصبورة لاستحصال موافقة لزيارة سجن النساء رمتها اذرع الروتين في سلة المهملات ، لكن الموضوع كان يستحق تكرار المحاولات خاصة بعد أن أصبحت رائحة أخبار السجن العفنة في متناول أنوف الجميع وأخيرا أثمرت تلك المحاولات إلى دخول السجن مع مجموعة من المنظمات الإنسانية العراقية والأجنبية (الأمريكية تحديدا ) التي كانت عبارة عن منظمات حقوق إنسان صورية تبحث عن مكاسب إعلاميا لمن يمول نشاطاتها ليس ألا ... دخلت السجن بعد أن جردوني من كاميراتي وجهاز التسجيل وبذلك فقدت جزء من أسلحتي كصحفي ، والحمد لله سمحوا لي باصطحاب قلمي وأوراقي ،المهم لدي هو إني ألان خلف القضبان ولكن لمدة قصيرة قد لا تكون كافية لتدوين كل القصص لكنها كافية بالتأكيد لفتح الملف ... نساء مخدوعة تختلف وجوه النساء خلف القضبان الحديدية عن تلك التي تعيش خارج القضبان فوجوه النساء هنا يملاها الحزن والتعب وهي وجوه بلا أمل وبلا مستقبل ، والنساء هناك متعطشات للحديث رغم اختلاف نوع التعطش فهن معترفات ، متظلمات ، شاكيات ، باكيات ،متفاخرات ومتورطات ... أولى محدثاتنا كانت ( ز) التي زرعت سكين المطبخ في جسد زوجها ستة عشر مرة قبل أن يلفظ أنفاسه الخائنة على حد وصفها فقد اخذ ما ورثته عن والدها وأحلى سنين عمرها ليخونها مع أبنت خالتها المطلقة التي آوتها وأطمعتها واعتبرتها كأختها لتجازي الإحسان بالنكران .. لم تكن (ز) نادمة بل أنها أقسمت أن عدد الطعنات لم يكن كافي فهو يستحق أكثر مما جرى له لكنها نادمة اشد الندم لان أبنت خالتها أفلتت من حد سكينها لكنها لن تنجو من عدل الرحمن والكلام لـ (ز) . وفي مكان ليس ببعيد عن (ز) كانت (ص) تبكي شاكية فهي لم تفعل شيء يستحق السجن لأن ما قامت به هو دفاعا عن النفس ضد ذئب بشري كان ينوي نهش عرضها لكن القانون وقف بجانبه لأنه احد عناصر الأمن فحول الموضوع من تحرش جنسي إلى اعتداء على رجل أمن وقصة (ص) بدأت منذ المراهقة مع ابن الجيران الفاشل دراسيا واجتماعيا لتدور الدوائر ويصبح أحد عناصر امن هذا الزمان فيتصور أنه أصبح بمقدوره أن يفعل ما تشتهي نفسه في بلد لا يزال القانون فيه يغط في نوم عميق ، و (ص ) لا ترغب في الخروج من السجن لأن سكين غسل العار تنتظرها كما أبلغها أخوها بعد أن طلقها زوجها خوفا من الفضيحة في بلد لا تزال الأعراف العشائرية عصية على بنود القانون .. رؤوس مرفوعة تقول (ع) أنها تشعر بالسعادة ورفعة الرأس لأنها قتلت جارهم الذي سبق وأن كتب تقرير امني على أخويها الهاربين من الخدمة العسكرية في عهد النظام السابق مما جعلهم قوت لقانون أيام زمان لذا فهي قد انتقمت من قاتل أخويها وهي تقضي فترة سجنها بالتفرغ للعبادة وقراءة القران ولا تعتبر (ع) ما فعلته جريمة تغضب الله قائلة معللة : العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص ...، وتختلف نظرة عائلة (ع) لها عن باقي زميلاتها في السجن فهي قد عقدت قرانها على احد أولاد عمومتها الذي سينتظرها عشرة سنوات أخرى قبل أن يتمكن من الزواج بها والطريف أنها سمحت له بالزواج بأخرى حتى تحافظ عليه من بنات الحرام كما تعتقد ، ويبدو أن الرؤوس المرفوعة كثيرة في سجن النساء فها هي (أ) تؤكد أن ما قامت به لا يخالف الشريعة الإسلامية بشيء فقد تزوجت عرفي بتاجر عربي قبل ست سنوات لكنه انقطع عنها لمدة سنتين بدون أن يرسل لها فلس واحد فما كان منها ألا أن قامت بالسطو مع أخوتها على إحدى الشاحنات التجارية التي تعود للزوج الغني لكن الشرطة كانت اقرب أليها من الحدود التي كانت تقصدها للهرب فزج بها للسجن وتقول (أ) لدي ورقة موقعة من طرفه تثبت أني زوجته فهل تسجن المرأة لأنها أخذت شيء من ممتلكات زوجها ..! جرائم مجموعه رغم ملامح الهدوء التي ترتسم على وجهها ألا أن (ب) موجودة في السجن لأنها قطعت زوجها إلى خمسة قطع قبل أن ترمي بتلك القطع في نهر دجلة معتقدة أن خيوط جريمتها محبكة إلى درجة لا يمكن اكتشافها ألا أن عشيقها وشريكها في الجريمة كان رجل مهزوز ومدمن كحول مما جعله يفضفض لزملاء الخمر بتفاصيل الجريمة ليعود مستنجدا باكيا على صدر الحبيبة قائلا لها أن أصدقائي يبتزوني فاستلت سكينها لتقضي على الأول بعد أغرائه بليلة حمراء في دارها ودست السم للثاني أثناء وليمة عشاء في بيت عشيقها لكن أمرها افتضح بعد القبض عليها وهي تحاول التخلص من أجزاء جسد القتيل الثالث لتحكم بالإعدام قبل أن يخفف الحكم للسجن المؤبد لأنها مختلة عقليا بحسب اللجنة الطبية التي أخضعت لها ، ألا أن زميلاتها يدعن أنها خدعت اللجنة ... أصوات غير مسموعة أسرت لنا بعض السجينات بأن السجن يخضع إلى متناقضات فكرية واجتماعية شتى ، فالفكر الإسلامي المتشدد ينتشر بقوة مما يدفع ببعض السجينات إلى ألانخراط بين صفوفه المختلفة للحصول على الأمان التي توفره بعض الأطراف داخل وخارج السجن بقوة الذراع تارة وبقوة الجيوب تارة أخرى ... بينما تنشط بشكل اكبر عصابات الدعارة المثلية التي تجبر بعض السجينات على أبشع وأشنع الأفعال وتغرر بالبعض الأخر ناهيك عن تصوير الأفلام الخليعة بواسطة هواتف الموبايل المهربة إلى داخل السجن ليتم أخراجها بما تحتويه من صور خلال وسيطات إلى تجار اكبر خارج القضبان كل هذا يحدث على مرأى ومسمع من أدارة السجن التي نخرها الفساد المالي والرشوة فأصبحت بلا حول ولا قوة .. وهناك عصابات المخدرات وهي تعمل بشكل مشترك مع عصابات الدعارة فيقايضون المخدرات بأجساد السجينات وان من أكثر الأمور قسوة على مسامعي هو وجود ظاهرة زواج المثليات في السجن التي ترعاه عصابات الدعارة التي وسعت نشاطها بالتعامل مع عصابات الدعارة خارج السجن فيتم أخراج بعض السجينات لأيام بحج كثيرة وبالتعاون مع أدارة السجن مطالب مشروعه ملخص ما سمعناه ،تعيش النساء في سجون العراق تحت ظروف إنسانية صعبة وقاهرة من نواحي عدة فالوجبات الغذائية المقدمة لهن فقيرة وقليلة وتفتقر السجون إلى ابسط الشروط الصحية والطبية ناهيك عن انتشار ظواهر الإدمان والتحرش الجنسي المثلي وحالات الحمل غير الشرعية وتعرض السجينات إلى الضرب والتعذيب والعمل المضني في أعمال تجارية يدوية داخل السجن لا يعرف احد أين تذهب مردوداتها المالية لذا يطالبا النساء بالنظر أليهن بنظرة إنسانية فعلى الرغم من كونهن قد اقترفن جرائم ألا أنهن يقضن فترة العقوبة القانونية مما يجعلهن مواطنات مذنبات وليس حيوانات يباح للجميع ضربهن وتعذيبهن واستغلالهن . كلمة مقطوعة رغم انه لا يمكن لأحد أن يجزم بصدق ما روته لنا السجينات ألا أن هنالك حقيقة ما لا تزال منزوية في الزوايا المظلمة من قصصهن لان القانون كثيرا ما فشل في أخراجها لأن تلك القصص تحتاج إلى طبيب نفسي أكثر من حاجتها إلى قاضي وسجان .