الأول : لقد ذهبوا .
الثاني : سيعودون ياعاشق الترابي ، ولن يتوانوا عن تحطيم عظامه لحين ان يصرخ بخسارته .. الم يكونوا ملكان يامن تريد.. كيف يتشفع لك بمثلهم ..كيف .
الأول : كل حسب ..
الثاني : وكل اصنافهم وغيرهم متفقين على ان هذا المستحدث سلبهم مكانتهم عند الله ..
الأول : بل مكانة شيطانك هي التي ..
الثاني : علت زز وكبر موقفه المهيب عند الكل .. ضحى برضى الله في سبيل الحق .
الأول : الحق هو الله والله هو الحق
الثاني : ومنقال غير ذلك .. كان مجرد اتفاق .. رهان ..
الأول : لا ..
الثاني : تتعجلبالحمق وانصت لذكائك قليلاً .. كونبلا ترابي كما كان .. لا ارض هناك .. بل جنة عرضها كعرض السماء والأرض .. تطير بها الملائكة بكل حرية وتتناغم قفزات الجان مع حلقات النار الشيطانية .. كأنها مدينة ملاهي .. كالتي يحاول التلهي بها عن حقيقة نهايته الأكيدة .. وهيباتفاقنا سريعة .. بداية نهاية المستحدث اللامرغوب ..
الأول : لقد سجد الملائكة له .. انهم لا يكرهونه كما تقول زز
الثاني : بل يضمرون ..إلا ابليس ابى واستنكر نزوله تحت اقدام م هو اقل شأناً ..
الأول : وخالف امر الله بذلك ..
الثاني : الله غفور رحيم
الأول : وشديد العقاب .
الثاني : ولكن الرهان ليس بينه وبين إبليس فقط ..بل والكون كله .. فالريح التي تهدم صروح نصره والمطر الذي يغسل ما يكتب من عناوين والنار التي حرق ما يزرع من آثام وحتى النمل الذي يقضي حياته زاحفا قارصاً له .. ينتظر لحظة ان يكون جسداً هامداًَ ليصلف الى ما كان مستعصياً عليه فينهيه .. حقد لا ينتهي يااخي ،وجانب الكثرة هو الغالب دوماً .. فهيا لأجلك كملاك وانا كجني طائر .. كجائزة على مرافقة هذا اللعين طوال امتحانه .. فلا تضيع فرصتنا الأخيرة .. لأنه لو دخل المكان انتهينا كورقة لا أكثر ..
الأول : تمزق بعد انتهاء مفعولها ..
الثاني : كم احبك .
الأول : بلاهذه .. فانت لم تعرفها كما انا مع الترابي .
الثاني : يا مغفل .. انك تظلم الآن كما يفعل .. أهذا ما تعلمته .. الم تتعلم كيف تستغل الفرص كما كان يخطط لفرصته كأسوأ عقل في الكون .. هل كان مضحياً لتبذل نفسك لأجله ..
الأول : انا لم ار إلا حسناته .. فاعذرني لأني لا أصدق ما تقول لا اقدر وانا لا اقوى على ظلمك .. يا أخي ..
الثاني : ماذا
الأول : نعم مهما تكن .. أرجوك .. لو كان أملي وهماً في أن أصبح ملاك فدعني ابقى صفحة بيضاء ..وامزق وانا هكذا .. للحسنات ..فقط
الثاني : لأجله لا لأجلي افعلها .. الم تتعلم منه ان الفرد للجماعة .
الأول : أ لأجله اخونه .
الثاني :
بل تضحي .. انظر متخيلاً ما علا هذه القبور من خيال ساكنيها تعال نطوف بين الوجوه الترابية الكاحلة المتعبة .. أتظنها عرفت طعماً للسعادة .. كلما دارت بجهاتها تضحك .. تغني .. ترقص .. ولكنها رقصة الشاة قبل الذبح ياأخي .. وغنائها المعلن إقتراب رعشة الوداع .. الفناء .. الناس ترتاح ولا ترتاح ..
الأول : كيف ذلك .. ترتاح ولا ترتاح ..
الثاني : العلة .. في السؤال .. ترتاح ولا ترتاح ها ها ..
الأول : أي سؤال .. يقضي حياته باحثاً عن أجابته .. ولا جواب ..
الثاني : السؤال السرمدي .