كي لا نتوه

(في غرفة في المستشفى، سلوى نائمة بجانب امها واباها واقف)

سلوى + اه.. اه...

الاب + مازالت تهذي يجب ان تصمت ستفضحنا اصمتي يا وقحة

الام + دعها انها متعبه لا تفقه ما تقول

الاب + بل تفعل .. اصرت كثيرا رغم رفضي ورغم كل المحاولات لطمس ذلك الحلم الخبيث الذي تحلم به .. ولكن لا فائدة الا تعلم كم اقاسي بسببها .. الا تعلم كيف اترنح تعبا لاطعامها .. ان كل دقيقه قضيتها في صلب عودها تعادل عاما وهي مدينه لي به ولكن دفعت ديني شوكا جرح كرامتي لماذا..

الام + يكفي يا ابا سلوى اهدأ انها ابنتك رغم كل شئ ..

الاب + لا تناديني ابا لعنه .. نعم انها لعنه لقد حاولت تكرارا ان اثني عزمها .. قسيت عليها .. منعتها من الخروج .. منعتها من الجامعة .. لا فائده .. هددتها بالقتل لا فائدة .. سجنتها بالبيت لخوفي من تهورها لقد المتني كثيرا بعنادها .. اللعينة .

سلوى + اه .. اه .. لا

الام + يكفي انها تتالم .. يكفي ..

الاب + ليتها تموت .. لا يشفي غليلي .. سوى موتها .. انا ذاهب لاضمد جرحا ما زال ينزف بالعام بسببها .. ( يخرج )

سلوى + اه .. اه .. لا .. اتركوه .. اه

الام + كفى يا ابنتي اني اموت لرؤياك .. تتالمين

الاخت + (تدخل في يدها قدح ماء ) حقا يا امي اين كنت اذن عندما ملئ امي ضياءها سوادا .. اين كنت حين ذبح قلبها البرئ .. أي .. أين ..

الام + يكفي .. لا تزيديني الما على المي .. لا تكوني قاسية كابيك ماذا بيدي لاصنع .. يكفيك تجريحا يا ابنتي .. يكفي

الاخت + يكفي انتم كفاكم جهلا .. لقد تركتم وادنا منذ زمن .. ولكنكم تؤدوننا الف مرة يوميا .. هل ترينها هذه التي كنت التي ترضعين هذه من الهيت عيناكي سهرا حين كانت تمرض .. هذه من لعبت على ركبتيكي ونادتك ماما وكلما اصابها خوف كلما احتاجت حنانا .. ولكنكي لم تقدرين .. لم تسمعيها

الام + كفى يا ابنتي انني عاجزة عن فعل أي شئ

الاخت + وقد ورثنا الضعف عنك .. لا تفعلي .. افعلي .. لماذا .. لا تسالي ولكنه حقي في الحياة .. لا تجادلي .. لي عقل يا امي والله سيحاسبني عليه

سلوى + اه .. لا.. اتركوه اه .. انه .. (تموت )

الام + سلوى ابنتي لا لا

الاخت + اختي لا لا تموتي قتلتموها بجهلكم لماذا يا امي لماذا لم تفعل شيئا لم تفعل شيئا .. اختي .. لا لا

الام + اعذريني يا ابنتي .. لم يكن في يدي شيئا اعذريني ارحمني يا الله وارحمها انها طاهرة يا الله يا الله اغفر لها ولنا اغفر لوالدها وارحمنا برحمتك يا الله .. لم يكن بيدي شئ

الاخت + لا فائدة لقد قتلتموها يا امي لقد ماتت سلوى ماتت لن ارضخ لنفس المصير يجب ان يتغير الوضع يا امي .. لا بد من طلوع الشمس لتبدد الظلام يا امي .. ساقول الحقيقة في المحكمة ساشهد بالحق لن اغير شهادتي لن ارضخ لطلب ابي ..

الام + ولكن يا ابنتي انها فضيحة ..

الاخت + لن اساهم في موتها انتم القتلة يا امي ..

الام + اباك سيقتلك .. تعقلي ..

الاخت + لا فرق عندي .. فحياة بلا راي كالموت لا بل اسوء .. انا ذاهبة يا امي .. (تخرج)

الام + ابنتي تعقلي انتظري .. (تخرج ورائها )

(تدخل الطبيبة مع الممرضات يغطون وجه سلوى )

(في المحكمة , يقف المحامي وابا سلوى وصانعه يتحاورون )

المحامي + اطمئن يا حاج فالامور على خير ما يرام القضية لصالحنا وستنتقم لابنتك خير انتقام كل الدلائل ضده ولكن اين ابنتك الم تقل بانك ستجعلها تشهد اخشى ان يطلبها القاضي

الاب + لعلها في الطريق هل شهادتها ضرورية

المحامي + طبعا فهي من كانت في مكان الحادث وقد رات كل شئ

الصانع + انا جاهز يااستاذ .. انا طوع امرك ياحاج

الاب + حقا .. لقد كان معي عندما دخلت البيت

المحامي + جيد جدا ربما نحتاجك كن قريبا

ام ماجد + (يدخل ) السلام عليكم .. يا ابا سلوى ان الامور تزداد سوءا يارجل وانت لا تسمعنا ابدا اتوسل اليك ان تحكم ضميرك ان ماجد برئ وانت تعلم ذلك جيدا فلم يخرج منا ما يعيب طوال جوارك لنا ولقد جربت اخلاقنا فلا تجعل الغضب يعمي قلبك ..

الاب + لا اريدا مزيدا من الكلام العقاب لابد منه لن اترك من اعتدا على .. لا والله ولو كان اخي لقتلته ..

ام ماجد + انت تعلم بان ابني لم يفعل

الاب + لا اعلم شيئا غير انكم اناس لا تقدرون الجوار .. تذكر كم حذرتك من تصرفات ابنك

ام ماجد + لقد طلبناها اكثر من مرة وانت لا تقدم سببا لللرفض الذي تجربه تعقل يارجل فالغضب حرام ياحاج بيت الله ..

الاب + كفى ستعلمني الاب والله هزلت

ام ماجد + ان ذنب ابني برقبتك ماجد ابني الوحيد وهو برئ .. اسمعت

المحامي + كفى انكم اكبر من هذا الجدال ( يدخل القاضي فيسكت الجميع

القاضي + نظرا لما تقدم من مراجعة القضية وبعد عدة جلسات نستمع لمحامي .. المتهم وايضا للشهود والذين اضافهم محامي الضحية ..

محامي ماجد + سيادة القاضي في يوم (15/7/1975) كان موكلي ماجد عبد الحميد مارا في طريق العودة اما بيت الحاج ابا سلوى وكان عائدا من مقر عمله في كلية الهندسة وفي نفس الوقت المعتاد يوميا واذا به يسمع نداءات استغاثة منطلقة من بيت الحاج فتدفعه انسانية الحق بان يطرق الباب ولما لمح دخانا يتصاعد من اسفل الباب كسر الباب ولما دخل البيت وجدها أي سلوى مشتعلة الملابس واختها تصرخ مندهشة تستغيث بالجيران فما كان منه الا محاولة اطفائها أي النار ولكنه فشل في ذلك فاحترق البيت باكملة ولحسن الحظ لم تصب اخت سلوى بشئ ولم يصب موكلي الا بجروح طفيفه ولكن مع الاسف اصيبت سلوى بجروح بالغة وعندما تجمهر الناس وحضر اباها وصانعه الى البيت حيث كانت الام خارجة نقلوها الى المستشفى سريعا وكان نقل ماجد الى مركز الشرطة اسرع من ذلك .. استنادا الى ما تقدم اطلب من عدالتكم الحكم ببراءة موكلي وشكرا ..

القاضي + شكرا اين الشهود يا محامي الضحية ..

المحامي + هذا هو الصانع يا سيدي القاضي اما اختها فعلى وصول

الصانع + سيدي القاضي عندما دخلت البيت انا والحاج وجدناها بثوب ممزق وماجد بجانبها وكان يحاول الهرب الا انني مسكته اقصد انا والحاج شكرا ..

القاضي + ماذا يقول محامي المتهم ..

محامي ماجد + لماذا استجد محامي الضحية شهادة الصانع واخت سلوى ..

الماحمي + ارى يا زميلي انهما تاكيد ليس الا على جرم المتهم فعندما تجمهر الناس اما الباب كلهم اكدوا وجود ماجد المتهم داخل البيت وهؤلاء ايضا سيؤكدون ذلك ..

القاضي + يبدوا ان شهادة اخت سلوى والصانع كان سيكون تاثيرها مغايرا لو اصبحت في صالح المتهم اما الان فحتى حذفهما لن يتغير شيئا ..

يا ماجد ترى ان القضية اصبحت بالكامل ضدك فهل لك ان تعترف اخيرا قبل الحكم ..

الام + (تدخل مسرعة ) ابا سلوى يا حاج لقد ماتت سلوى ماتت وماتت اختها ايضا وهي تعبر الشارع ركضا لتاتي الى هنا ماتت بنتاي بسببك ماتت ... (تبكي )

ماجد + يعلم الله ان قصدي انقاذها ليس الا .. لقد كنت اتمنى ان كان الحريق التهمني قبل ان يلتهمها القدر لقد توجت احلامي جميعا باسمها تلك العفيفة الطاهرة ان تراب زفافنا ليشهد ذرة ذرة طوال تلك السنين على لحضات لم تكن الا شذرات حلم توجته بسلوى لقد حاولت كثيرا يا قاضي ان اقنع ذلك الحاج الذي لم يصن ما اؤتمن عليه ولكن لا فائدة قتل الحلم اه .. لا لاوح لجسد بعدها احكم على جسد فلن يصاب بماساة اتعس مما اصابه بسلوى احكم يا قاضي احكم ..

القاضي + حكمت المحكمة حضوريا على المتهم ماجد عبد الحميد بالاعدام شنقا حتى الموت بتهمة الاعتداد على شرف مواطنه في بيتها . رفعت الجلسة .